طالبت المستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا، السيدة ستيفاني وليامز، خلال كلمتها الافتتاحية لأعضاء لجنة المسار الدستوري المكونة من مجلسي النواب والدولة، المعنقدة اليوم الأحد في القاهرة، بأن تكون هذه الجلسة الأخيرة وينبغي أن يَنتُج عنها إطار دستوري متين يُمَكِّن من تنظيم الانتخابات.
وقالت وليامز لأعضاء مجلسي النواب والدولة “وبصفتكم ممثلين منتخبين عن الشعب الليبي، قررتم هنا في القاهرة قبل أسابيع بأن هذه الجلسة يجب أن تكون الأخيرة والتي ينبغي أن يَنتُج عنها إطار دستوري متين يُمَكِّن من تنظيم هذه الانتخابات. هناك مواد جوهرية لم يشملها التوافق بعد. في هذه الجولة، لا تزال أمامكم أموراً مهمة بحاجة إلى حلول. ونأملُ ونتَوقَّع منكم الاستمرار بالتحلي بالمسؤولية وروح التوافق للتمكن من التوصل إلى حلول عبر إعلاء مصلحة البلاد فوق كل شيء، الأمر الذي يُمهّد السبيل أمام استعادة الشرعية لجميع المؤسسات الليبية”.
وأردفت وليامز: “إنني أثمّن قيادتكم المسؤولة على الالتزام بالعمل معاً لإعداد إطار دستوري متين يُمكّن البلاد من تنظيم الانتخابات ويلبي طموحات 2.8 مليون مواطن ليبي ممن تسجلوا للتصويت لانتخاب من يمثلهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية”.
وأضافت “تأتي هذه الجولة الأخيرة في منعطف حرج تشهده بلادكم. إذ بعد مرور إحدى عشرة سنة من الانقسام والضعف والنزاع والفوضى والاستقطاب، أَرهقَت الليبيين، أمامكم فرصة حقيقية ومسؤولية كبيرة حقاً لإحياء الأمل فيهم ومَنحَهم سَبيلاً يُفضي إلى الانتخابات ضَمن إطار دستوري قوي”.
وتابعت موجهة حديثها لأعضاء مجلسي النواب والدولة “لقد حققتم إنجازاً كبيراً منذ أول اجتماع لكم هنا في 13 أبريل، وأَحرَزتُم تقدماً ملحوظاً للتوصل إلى اتفاق بشأن عدد من المواد الحساسة. وأثناء آخر جولة من المحادثات هنا في شهر مايو، أبديتم حِسّاً من التعاون والمسؤولية والاستعداد للتوافق. لقد توافقتم بشكلٍ بَنَّاء على عددٍ لا بأس به من المواد وتوصلتم إلى توافق مبدئي بشأن النقاط الحساسة. وهنا – دعوني أن أتوقف قليلاً لأشكركم على صراحتكم وحِرصَكم خلال الأسبوعين الماضيين وتواصلكم المستمر فيما بينكم في محاولة للتوصل إلى فهم مشترك”.
وأكملت وليامز: “إننا بقدر ما نلمس الأمل في ليبيا في نجاحكم في هذه المهمة، نلمس أيضاً حالة من التشاؤم. دعونا لا نُخَيّب أصحاب الأمل، ولنضع حداً لأصحاب التشاؤم والنفاق. ليبيا تستحق كل ما هو أفضل. أطفال ليبيا يستحقون حاضراً أفضل ومستقبلاً أكثر إشراقاً”.
وأشارت وليامز إلى أن أنظار الليبيين تتجه لأعضاء مجلسي النواب والدولة قائلة “إنهم يَنتظرون نتائج ملموسة بفارغ الصبر: أي انتاج إطار دستوري توافقي متين يمهد السبيل أمام تنظيم انتخابات شفافة خلال أقصر إطار زمني ممكن. ليس بوسعهم الانتظار أكثر من ذلك. إن استمرار هذا الانسداد الراهن لا بد أن ينتهي. ويمكن لهذا الاجتماع أن يشكل آخر خط مستقيم يؤدي إلى التوافق. لا بد لأبناء ليبيا وأهالي دوائركم من التمكن من ممارسة حقهم الديمقراطي في التصويت في انتخابات عامة وطنية لأول مرة منذ ثمان سنوات. إن هذه الفرصة تَتَوقف على قدرتكم على الاستمرار في التزامكم والتوصل إلى توافق بشأن المواد المعلقة”.
وأضافت وليامز “رسائلي، داخل ليبيا أو خارجها، لم تتغير في الأشهر الماضية: يستحق الليبيون أن ينعموا بسلام واستقرار دائمين بكل ما تحمل هاتين الكلمتين من معاني؛ إنهم يريدون مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة. مسؤوليتكم هي تحقيق تطلعاتهم. وهم يعولون عليكم أنتم. أكرر مرة أخرى لا تخذلوهم، ودعونا لا نُخَيّب آمالهم. إن المجتمع الدولي يدعم جهودكم بشكل كامل وعلى استعداد للترحيب والمصادقة على نتيجة إيجابية من شأنها أن تعيد العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح”.
وأردفت وليامز: “أُدركُ تماماً أن العبء الذي على كاهلكم ثقيل، وأحيي التزامكم وجهودكم في هذا المسعى. نحن هنا في الأمم المتحدة لمساعدتكم، سوف يساندكم ولاؤكم لبلدكم في المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الشاقة للتوصل إلى أرضية مشتركة من شأنها أن تُعبِدّ الطريق نحو إطار دستوري وانتخابي متين”.
وتابعت “أيضاً رسالتي واضحة إلى المعرقلين وأولئك الذين يرغبون في تعطيل هذه العملية السياسية الدقيقة من خلال استخدام القوة: يجب أن تتوقفوا، يجب أن تضعوا أسلحتكم جانباً، يجب أن تتوقفوا عن ترويع السكان المدنيين. فقد طفح الكيل – وكفى يعني كفى!“
وختمت بالقول “أتمنى لكم كل التوفيق في الأيام السبعة المقبلة لتحقيق أفضل نتيجة إيجابية ممكنة. أنا وفريقي على ثقة من أنكم لن تخذلوا أبناء بلدكم، والأهم من ذلك، لن تخذلوا ليبيا – كل ليبيا. ونحن على استعداد تام لتقديم كل المساعدة الفنية اللازمة”.