حسمت الجزائر والنيجر ملف تنفيذ مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء القادم من نيجيريا بعد توافق الدولتين على ضرورة مواصلة العمل لتجسيده، وسط منافسة من جانب ليبيا والمغرب على مرور المشروع من أراضيهما.
وأفاد بيان لوزارة الطاقة والمناجم الجزائري أنّ اللقاء الذي جمع وزير الطاقة محمد عرقاب ووزير البترول النيجري مامان مصطفى باركي باكو مساء الأربعاء في نيامي شكّل «فرصة للتأكيد مجدداً على مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة جوانب مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء».
وجدد الطرفان التأكيد على تنفيذ القرارات المتخذة خلال اللقاءات التي جمعت الوزراء الثلاثة المسؤولين عن المحروقات لكل من الجزائر والنيجر ونيجيريا، والذي كان آخرها المنعقد في يوليو 2022 بالجزائر العاصمة.
ويبلغ طول أنبوب الغاز النيجيري الجزائري المعروف باسم أنبوب الغاز العابر للصحراء «نغال» نحو 4128 كيلومترا بسعة سنوية تبلغ 30 مليار متر مكعب تبدأ من واري في نيجيريا وتنتهي في حاسي الرمل عبر النيجر، ومن ثمَّ توصل مع خطوط الأنابيب البحرية التي تصل الجزائر بأوروبا.
ومنذ الانقلاب العسكري بالنيجر في يوليو 2023 الذي جاء بحكام جدد، أثيرت مخاوف من تعطيل السلطات للمشروع الذي تتنافس على تجسيده أيضا المغرب وليبيا.
ويعود أول إعلان عن بداية التفكير في إنشاء مشروع لأنبوب لنقل غاز نيجيريا عبر ليبيا إلى 16 يونيو 2023. وكشف المتحدث باسم حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» محمد حمودة في مؤتمر صحفي أن الحكومة منحت الإذن لوزارة النفط والغاز لإجراء الدراسات الفنية والاقتصادية لجدوى إنشاء مشروع أنبوب غاز من نيجيريا عبر النيجر أو تشاد إلى أوروبا عبر ليبيا.
– «الأفريقي للتصدير والاستيراد»: 4.77 مليار دولار حصة ليبيا من التجارة البينية الأفريقية في 2023
وبعدها أعلن وزير النفط والغاز محمد عون، في مؤتمر صحفي بطرابلس، عن أن وزارته قدمت دراسة لـ«حكومة الوحدة» بشأن خط الغاز النيجيري المقترح إلى أوروبا. وحسمت الدراسة الأولية لصالح عبور الأنبوب من النيجر بدل تشاد، وأوضح الوزير في تصريح صحفي وقتها أنه ستجرى دراسة معمقة في غضون ستة أشهر، لكن لم يكشف حتى الآن عن الجديد بشأن الملف.
مباحثات بين مسؤولين ليبيين ونيجيريين
وبدأت بين مسؤولين ليبيين ونيجيريين مباحثات استكشافية حول جدوى هذا المشروع، على هامش اجتماع منظمة منتجي البترول الأفارقة في سبتمبر والتي تضم 16 دولة من إجمالي 55 عضوا في الاتحاد الأفريقي. وتحدثت بعض الفرضيات عن إمكانية ربط خط أنابيب «أجاوكوتا-كادونا كانو» في نيجيريا، بعد إنجازه، بخط «غرين ستريم» انطلاقا من حقل الوفاء الليبي على الحدود مع الجزائر.
غير أن مشروع الأنبوب النيجيري الليبي يواجه عدة تحديات تقنية ومالية وأمنية تتمثل في تمركز المرتزقة الروس بالجنوب على الطريق التي يفترض أن يمر عبرها الأنبوب، الأمر الذي يجعل المشروع في يد الكرملين بقبول أو رفض عبوره.