أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية أطلقت صواريخ على البنية التحتية الرئيسة في العاصمة كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا، أمس، بينما مازال الغموض يلف مصير مدينة سوليدار الصغيرة الواقعة في شرق البلاد بعد تأكيد روسيا سيطرتها عليها إثر معارك طاحنة، وهو الأمر الذي واصلت كييف نفيه، مؤكدة استمرار المعارك، وأن المدينة لاتزال تحت سيطرتها.
وتحدث صحافيون من وكالة فرانس برس عن دوي عدد من الانفجارات في العاصمة الأوكرانية، وأكد مسؤولون أوكرانيون أن ضربات استهدفت بنى تحتية أساسية في العاصمة.
وتحدث رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي، وحضّ السكان على البقاء في الملاجئ، موضحاً أن شظايا صاروخ سقطت في منطقة غولوسيفسكي من دون أن تسبب إصابات.
وقال المسؤولون في منطقة خاركيف إن القوات الروسية شنت هجوماً صاروخياً جديداً على البنية التحتية الأساسية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي الطارئ، كما تم تسجيل هجمات جديدة في الجنوب بمنطقة زابوريجيا.
وبينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن مدينة سوليدار تم تحريرها بالكامل منذ مساء الخميس الماضي، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القتال من أجل سوليدار مستمر، كما أعلن حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، أن مدينة سوليدار، حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لاتزال تحت سيطرة أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من أكثر النقاط سخونة على الجبهة.
بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن القتال من أجل السيطرة على البلدة لايزال مستمراً، وقال زيلينسكي في خطاب بالفيديو: «الكفاح القوي من أجل دونيتسك مستمر.. والقتال من أجل باخموت وسوليدار وكريمينا وبلدات وقرى أخرى في شرق بلادنا لايزال مستمراً».
ووجّه زيلينسكي الشكر للقوات الأوكرانية التي تدافع عن سوليدار وباخموت ضد الهجمات الروسية، قائلاً: «الكثير من الشكر للمقاتلين على الأعمال الحاسمة التي قاموا بها في منطقة سوليدار».
وفي إعلان غير معتاد، أقرت وزارة الدفاع الروسية، بشكل صريح، باستخدام مجموعة «فاغنر» في اقتحام أحياء مدينة سوليدار، وقالت الوزارة إن «هذه المهمة القتالية المحددة تم إنجازها بنجاح من خلال الأعمال الشجاعة والتضحية بالنفس التي قام بها متطوعو فرق الهجوم التابعة لشركة فاغنر العسكرية الخاصة».
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الاستخباراتي عن الحرب في أوكرانيا، إن روسيا نقلت أكثر من 10 سفن تابعة لأسطولها بالبحر الأسود من قاعدة نوفوروسيسك البحرية خوفاً من هجوم أوكراني.
وأضافت الوزارة في تقريرها اليومي، أمس: «بالوضع في الاعتبار نوع وعدد السفن التي تنزل البحر في الوقت نفسه، فإن النشاط على الأرجح هو توزيع للأسطول، ومن غير المرجح أن تكون الخطوة استعداداً لهجمات روسية بصواريخ كروز، أو أن يكون الأسطول يستعد لعمليات هجومية برمائية».
إلى ذلك، أعلنت تركيا، أمس، أنها مستعدة للضغط من أجل إقامة مناطق وقف إطلاق نار محلي في أوكرانيا لتعذر التوصل إلى اتفاق سلام معمم، واعتبر مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم كالين أنه لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنها الانتصار في الحرب عسكرياً، مبدياً ثقته بأنه سيتحتم عليهما في نهاية المطاف التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة من الطرفين.
ويعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زيارة الأمم المتحدة لإلقاء كلمة في اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة عشية الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير المقبل، إذا كان الوضع الأمني يسمح بذلك، حسبما أفادت مسؤولة كبيرة بوزارة الخارجية الأوكرانية.
وحذرت النائبة الأولى لوزير الخارجية، أمينة جباروفا، في مقابلة مع «الأسوشيتدبرس»، من أن العديد من العوامل يجب أن تراعى، وأن تتم تهيئة الظروف حتى يذهب زيلينسكي إلى الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، أشارت جباروفا في المقام الأول إلى الوضع العسكري على الأرض، وتحذير أطلقه جهاز المخابرات الأوكراني بأن روسيا تخطط لهجوم خطير للغاية في فبراير المقبل.