تشاور وتوحيد جهود
في محراب معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية (2023 )، وفي ضيافة مؤسسة (رسالة السلام) العالمية بصالة (1) جناح (A54)، كانت دعوة المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي إلى لقاء يجمع كل المشاركين في المؤسسة حول العالم وذلك للتشاور وتوحيد الجهود، إذ التقيت بالكاتب الصحفي مجدي طنطاوي والكاتب محمد مصطفى، والكاتب الصحفي أسامة إبراهيم الأمين العام للمؤسسة والأستاذ الدكتور حسن حماد العميد الأسبق في كلية الآداب جامعة الزقازيق، والأعزاء الأفاضل الإخوة أعضاء المؤسسة من خارج مصر وهم الصحفي الموريتاني حي معاوية حسن الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام العالمية بشمال أفريقيا، ومحمد الأمين مسئول مؤسسة (رسالة السلام) في أوروبا وإسبانيا، ومحمد ناجي الواثق عضو مجلس أمناء المؤسسة، والسالك محمد عبد الرحمن مسئول المؤسسة في (داكار) بالسنغال، والزميل كامل كامل رئيس تحرير الشعلة، والزميل محمد صلاح مسئول موقع إشراق وفريق عمل موقع التنوير وموقع مؤسسة رسالة السلام، بالإضافة إلى مركز العرب للأبحاث للدراسات والدكتور أبو الفضل الإسناوي مدير مركز (راع) للأبحاث.
نقاش وتشاور حول القضية المحورية
كل هؤلاء اجتمعوا للنقاش في معرض القاهرة الدولي للكتاب وفي جناح مؤسسة رسالة السلام العالمية، جمعتهم دعوة كريمة من المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي، إذ كان النقاش ثريا يليق بهذا الجمع وتلك الأفكار المتنوعة المتكاملة التي تؤمن في المقام الأول بالفكرة.
حقائق غيبت عن قصد من (14) قرنا
فالإيمان بالفكرة هو نقطة الانطلاق نحو تحقيق الهدف، إذ إن المنابر المختلفة والطرح المتنوع والأسلوب المتباين لها هدف واحد هو توضيح حقائق غيبت عن قصد على مدار الـ(14) قرنا من الزمان بهدف النيل من رسالة الإسلام السمحة الواضحة وإلصاق التطرف والعنف والإرهاب بها، لقد نالت الأساطير والخزعبلات والحكايات المكذوبة من الإسلام حتى تبدل المضمون وانحرف المسار وتغير الهدف، على الرغم من أن النص الصادق الذي لا يعتريه الباطل باق وموجود بيننا ولكنه مهجور وهو القرآن الكريم، وهذا الهجر جعل الرسول يشتكي لله عز وجل في قوله تعالي ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا).
الفكرة لا تموت والتوافق يحقق النجاح
عندما جلسنا على طاولة واحدة نحن أعضاء مؤسسة (رسالة السلام) العالمية كانت الفكرة التي أطلقها المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي هي المحور الأساسي للنقاش المميز، الذي جمع أنماطا فكرية مختلفة في الطرح والتخصص، ومتفقة في الهدف والمضمون، وهذا نجاح يحسب لصاحب الفكرة، كيف لا وهو أحد المخلصين الأوائل الذي شارك في تأسيس دولة بحجم الإمارات العربية المتحدة ونهل من الفكر والوعي والحكمة والعدل الذي كان منهج المغفور له الشيخ زايد رحمة الله عليه.
بين تباين وجهات النظر ووحدة الهدف
لقد كان النقاش الدائر مختلفا في الطرح، حيث تباينت وجهات النظر في دعم الفكرة ونشرها، وكانت النقاشات تدور حول كيفية الانتشار مع الحفاظ على الإطار المحدد للمنهج والمعالجة. وخلصت المناقشات التي استمرت ساعات إلى التعاون والتكامل وطرح الأفكار المناسبة لتنفيذها، وفي النهاية خلصنا إلى مجموعة ثرية من الأفكار التي سوف تساهم في الانتشار.. وإليكم مقتطفات من بعض الأطروحات التي قدمها الحاضرون وسوف أجتهد لكي أتذكر ما قيل لأني للمرة الأولى في حياتي أحضر اجتماعا دون أن أدون بعض الركائز، ولذلك سوف أكتب بشكل مختصر بعضا من الأطروحات لنشر الفكرة التي وعيتها في ذاكرتي.
الإيمان بالفكرة يحقق الهدف
بدأت المناقشات التي أدارها بالتناوب الزميلان مجدي طنطاوي وأسامة إبراهيم، في البداية قال الكاتب محمد مصطفى إن هناك ركائز أساسية لتحقيق الهدف لخصها في الإيمان بالفكرة والتخطيط السليم والعمل المتواصل والاهتمام بتفاصيل الطرح والمعالجة، فيما كان حديث الأستاذ مجدي طنطاوي عن توحيد الجهود، فيما كانت كلمة الدكتور أسامة حماد حول الجوانب الفلسفية لفكر الأستاذ علي وكيفية الوصول بالمشروع الفكري إلى أن يكون ضمن المناهج التعليمية، ثم تحدث الزميل كامل كامل عن أهمية التسويق للفكرة وخاصة أن الفكرة تحتاج إلى جهود حتى نصل للهدف.
كيفية دعم وتنفيذ رؤى الشرفاء الحمادي
وكانت كلمات الزملاء في فروع المؤسسة في شمال أفريقيا ثرية ومركزة، إذ تحدث الزملاء حي معاوية ومحمد الأمين وناجي الواثق والسالك عبد الرحمن عن أهمية التوافق والتواصل مع الزملاء في القاهرة حتى نحقق الهدف، ثم تحدثوا عن الجهود التي بذلت وأهمية التنسيق والاستمرار، وفي الختام تحدثت عن دور مركز العرب أحد منابر مؤسسة رسالة السلام في التسويق للفكرة من خلال منابره المختلفة وتنفيذا لشعاره (فكر ثقافة تنوير) وكيفية دعم وتنفيذ رؤى الأستاذ علي الشرفاء من خلال برنامج الوعي الذي اعتمد من وزارة الثقافة المصرية وهو مستقى من تلك الأفكار المركزية.
العمل الجماعي يحقق النجاح
إن هذا الجمع بمثابة الترتيب للتكامل والتنسيق، وأتمنى أن يكون هناك تواصل دائم من خلال تدشين مجموعة على أي من وسائل التواصل تجمع كل هؤلاء المخلصين المؤمنين بالفكرة، حتى يتم التنسيق والتشاور لأن العمل الجماعي يحقق النجاح وتحقيق الهدف يحتاج إلى ترتيب الأفكار، فالمجموعة تضم مفكرين وأدباء وصحفيين وإعلاميين وكلها أدوات إن تم التنسيق والترتيب بينها تحقق الهدف وتجعل مؤسسة رسالة السلام العالمية في مقدمة المنابر التنويرية التثقيفية الإبداعية العالمية، لأن تصحيح المفاهيم وتوضيح الحقائق يحتاج إلى صبر ومصابرة وإيمان بالفكرة، وهذا الأمر متوفر في هؤلاء.
تنسيق لبلورة الأفكار والرؤى
وختاما أتمنى أن يكون هناك تنسيق حقيقي بيننا حتى نبلور الأفكار والرؤى التي طرحت للنقاش إلى واقع ينهض بالفكرة ويحقق الهدف، فقضية تصحيح المفاهيم وإسدال ستارة سوداء على الأكاذيب والخرافات والإسرائيليات والذهاب إلى نور الخطاب الإلهي (القرآن الكريم) بما فيه من رحمة وعدل وسلام يتطلب مزيدا من الجهد والصبر لأن المتربصين بالإسلام غيبوا العقول عن قصد حتى يتحقق لهم القدسية والمنافع الدنيوية.