تقدم الكاتب الصحفي الدكتور ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، بخالص العزاء فى وفاة الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار السابق
وقال نقيب الصحفيين : فعلتها يا ياسر وأنا خارج الوطن الذى جمعنا فى عشقه طوال سنوات اقتربت من الأربعين، فعلتها يا ياسر لتحرمنى من وداعك فى نهاية رحلتك فى الدنيا قبل أن ترقى إلى كنف رب رحيم كريم عزيز مقتدر، فعلتها يا ياسر بعد نحو أسبوعين من لقاءنا الأخير فى شرم الشيخ وإصابتك ساعتها بأزمة قلبية هى الرابعة فى عشرة أيام كما أسررت فى أذنى بعد أن وضعت حبة الدواء تحت لسانك، رافضا بشدة أن أستدعى لك إسعافًا أو طبيبا، واعدا بعد إلحاحى أنك ستزور طبيبك فور عودتك للقاهرة، وأنا متأكد أنك كالعادة لم تفعلها، لتفاجئك أزمتك القلبية الأخيرة لتحرمنا منك إلى الأبد
وتابع: فعلتها يا ياسر بعد رحلة إخلاص ووطنية ومهنية وجد واجتهاد استغرقت عمرك كله لتنتهى بك الصحفى الأبرز فى جيله، والمقاتل العاشق لبلده دون خوف أو كلل، والشاهد والمشارك الأمين على أهم ما شهدته مصر فى تاريخها الحديث خلال العقد الأخير، فعلتها يا ياسر وقد صمدت كالجبل فى “سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص”، لكى تكون من بناة “الجمهورية الثانية” التى انتويت أن تكتب عنها ثلاثية لم يعطك القدر عمرا سوى لنشر الجزء الأول منها، وكنت تسابق الزمن لإصداره وكأنك كنت تعرف أنها شهادتك الأخيرة، فعلتها يا ياسر وقد أكرمك الله سبحانه قبل رحيلك بإعادة تقديمك لكل محبيك وغيرهم عبر شهادتك فى “سنوات الخماسين”، شامخا كبيرا فى مهنتك ووطنيتك ونزاهتك وشرف أخلاقك وأدائك، نموذجا حيا لكل من يريد أن يكون “صحفيا” بحق، مثالا للعطاء العام دون حساب وللإخلاص بلا حدود لمن تحب ولما تعتقد
وأضاف: فعلتها يا ياسر الحبيب الغالى لتحرمنى منك أخا لم تلده أمى وأنا الذى ليس له أخ، ولتصبح دنيانا أكثر وحشة مما هى عليه، إنا لله وإنا إليه لراجعون، غفر الله سبحانه لك وتقبلك بواسع رحمته وأفسح لك مكانا فى جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأسبغ صبرا واسعا على زوجتك الكريمة وأبنائك الأحباب.