بدأت الصين، أمس، تدريبات على «تطويق كامل» لتايوان، وعبرت 71 طائرة عسكرية صينية الخط الأوسط الحساس لمضيق تايوان، وقالت قناة «سي سي تي في» إن المناورات العسكرية ستستمر حتى الغد، وركزت تدريبات أمس على القدرة على السيطرة على البحر والمجال الجوي والاتصالات لإحداث قوة رادعة وتطويق كامل لتايوان.
وأوضحت الشبكة التلفزيونية أن التدريبات تُجرى بمشاركة مدمرات وزوارق سريعة قاذفة للصواريخ ومقاتلات وطائرات تموين وأجهزة تشويش، وقال المتحدث باسم الجيش الصيني شي يي في بيان، إن «هذه المناورات تشكل تحذيراً جدياً من التواطؤ بين القوى الانفصالية التي تسعى إلى استقلال تايوان والقوى الخارجية، وكذلك من أنشطتها الاستفزازية».
وأوضح الجيش الصيني أن المناورات التي تشمل دوريات أيضاً، ضرورية لحماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها. وقالت السلطات البحرية في فوجيان (شرق) إن مناورات بالذخيرة الحية ستجرى غداً في مضيق تايوان بالقرب من ساحل هذه المقاطعة التي تقع مقابل الجزيرة.
في المقابل، دانت رئيسة تايوان تساي إينغ وين المناورات الصينية، مؤكدة أن «الجزيرة ستواصل العمل مع الولايات المتحدة ودول أخرى للدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية»، فيما قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها تتابع الوضع، وكلفت الجيش بالرد على النشاطات العسكرية الصينية.
وبعد ساعات على إعلان بكين عن هذه التدريبات العسكرية، التقت تساي وفداً من الكونغرس الأميركي يزور الجزيرة.
وأكد رئيس الوفد والمسؤول عن مبيعات المعدات العسكرية الأميركية إلى دول أجنبية، مايكل ماكول، أن واشنطن تعمل على إمداد تايوان بالأسلحة بسرعة.
وقال ماكول: «نفعل ما بوسعنا في الكونغرس لتسريع هذه المبيعات ومدكم بالأسلحة التي تحتاجون إليها للدفاع عن أنفسكم وسنؤمن تدريباً لجيشكم، ليس من أجل الحرب بل من أجل السلام».
وجاءت التدريبات العسكرية في مضيق تايوان في أجواء من التوتر مع الجزيرة بعد اجتماع رئيستها تساي إينغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في الولايات المتحدة، ورداً على ذلك، توعدت بكين على الفور باتخاذ إجراءات حازمة وقوية.
وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الجاري منذ سنوات بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي تقدم للجزيرة دعماً عسكرياً مهماً.
وتعتبر الصين أن تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولم تتمكن بعد من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.