حكاية ضربة شمس بين نور الشريف ومحمد خان وسعيد الشيمي
مارس 4, 2025
القاهرة ..متابعات
في السبعينات اتصل المخرج محمد خان بصديق الطفولة المصور سعيد شيمي وقاله انه بيفكر جديا يرجع مصر عشان يشتغل ويعمل السينما اللي بيحلم بيها، سينما الواقعية اللي بجد مش اسم بس .. الكاميرا اللي تنزل تصور في الشارع على طبيعته من غير تحضير ولا تذويق.
سعيد نصح خان انه ينسى الموضوع ده لانه حيكون صعب وقاله احنا يابني اصلا بنشتغل بالعافية هنا في مصر حتيجي انت بفكر جديد وفاكر انك حتلاقي منتج ينفذهولك !! خصوصا ان الفلوس اللي كانت مع خان ما كانتش مش كفاية انه ينتج الافكار اللي عايز يعملها.
خان ما سمعش كلام الشيمي وكان تاني جواب منه بيقوله فيه ميعاد الطيارة اللي راجع فيها مصر، وفعلا اتقابلوا وكان معاه كام فكرة اختاروا منها قصة وادوها للسيناريست فايز غالي اللي عملها سيناريو حوار …. وبقا معاهم فيلم جاهز بمخرجه ومدير تصويره، لكن فاضل أهم حاجة .. التمويل !! مين حينتج الفيلم ؟!
سعيد الشيمي اقترح اسم نور الشريف لانه كان لسه عامل دائرة الانتقام ومقدم فيه سمير سيف كمخرج جديد يعني راجل بيشجع المواهب ومش حيقول ما اشتغلش مع مخرج ما اعرفوش .. كمان نور كان “بيبيع” وقتها في سوق السينما يعني انت ضامن على الاقل نجاح تجاري.
فعلا سعيد وخان راحوا لنور الشريف وعرضوا عليه السيناريو قالهم ادوني فرصة اقرأه وافكر، وبعد حوالي اسبوع اتصل بيهم السكرتير بتاعه وقاله ان نور عايز يشوفكم.
نور قالهم ان الفكرة جديدة وفعلا صعبة لكن لما لقى الاتنين واثقين من قدرتهم على التنفيذ قالهم موافق لكن مين حينتج الفيلم ؟! طبعا سعيد وخان اتحرجوا يقولوله انهم اصلا “ضاربهم السلك” وكانوا جايين يعرضوا عليه ينتجه الفيلم، لكن من باب حفظ ماء الوجه قالوله احنا حننتج .. لكن نور تقريبا كان “هارش” الحكاية فقال يختبرهم وسألهم “طب عندكوا مانع انتجه أنا ؟!” ولما وافقوا عرف انهم اصلاكانوا بيدوروا على منتج.
بدأ تحضير الفيلم وكان المفروض ان ميرفت أمين حتكون البطلة قدام نور، وعجبها الدور والفكرة جدا وبعد ما اتفقت وكل حاجة سألت خان .. “ان شاء الله التصوير حييقى في أنهي استوديو يااستاذ ؟!” عشان خان يصدمها ويقولها ستوديو ايه يا استاذة احنا بتوع الواقعية !!! احنا لا مؤاخذة حنصور في الشارع .. ردت ميرفت وقالتله “انت بتهزر !! شارع ايه اللي حتصور فيه طبعا مش حتقدر” وانتهى النقاش بينهم باعتذارها عن الدور وجابوا مكانها نورا.
التنفيذ كان فعلا صعب، لان على لسان سعيد الشيمي مثلا ما كانش في اي بروفات و كان لازم الشوت يتاخد مرة واحدة بس لانه كان بيصور سرقة، بمعنى اصح مخبى الكاميرا وبيطلب من نور الشريف او اي ممثل انه يتعامل عادي ويمثل الشوت ومالوش دعوة الكاميرا فين والتصوير ازاي عشان طبعا لو الناس ممكن ما تلاحظش الممثلين بسرعة لكن لو شافوا الكاميرا واخدوا بالها ان ده فيلم الموضوع حيبوظ وغالبا حنضطر نصور في يوم تاني او مكان تاني.
من ضمن الكواليس اللي حكاها سعيد الشيمي بنفسه ان نور الشريف اتعلم سواقة الموتوسيكلات مخصوص عشان الدور ده ورغم انه استعان بدوبلير في المشاهد الخطرة لكن في مشهد عمله بنفسه وقع وجاله خلع في الكتف واتوقف التصوير شهر لحد ما يخف.
نزل فيلم “ضربة شمس” سنة 80 وحقق نجاح جيد لانه كان تجربة جديدة والاهم انه قدملنا مخرج برؤية جديدة كان السبب مع مخرجين زي عاطف الطيب في موجة اخراجية جديدة في التمانينات تحت اسم الواقعية الجديدة.
قولنا في التعليقات .. ايه اكتر فيلم بيعبر عن مدرسة الواقعية من وجهة نظرك ؟!